للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَرْغُوث تِلْمِيذ النَّظَّام، وبِشْر المَرِيسِيّ مُعَاصِر الخَلِيفَة المأمُون [٦٠٨:١ - ٦٠٩] التي نَقَلَها عنه الذَّهَبِيّ.

فالمَعْلُومَاتُ التي يُورِدُها النَّديمُ، وعلى الأخَصّ قَوَائم كُتُبِ مُصَنِّفي المُعْتَزِلَة، لا نَجِدُها حتى في كُتُبِ طَبَقَاتِ المُعْتَزِلَة، مثل كتاب "فَضْلِ الاعْتِزَال وطَبَقَاتِ المُعْتَزِلَة" للقاضي عبد الجَبَّار بن أحمد الهَمَدَاني، المتوفَّى سنة ٤١٥ هـ / ١٠٢٤ م، وهو أَقْدَمُ وأهمُّ كتابٍ وَصَلَ إلينا في تراجم رِجَال المُعْتَزِلَة، ممَّا يَدْفَعُنَا إِلَى التَّسَاؤل عن المَصْدَرِ الذي اسْتَقَى منه النَّديمُ هذه المَعْلومُات، الذي رُبما كان مُؤَلِّفًا لأبي الحُسَيْن الخَيَّاط أو كِتَابَ "مَحَاسِن خُرَاسَان" لأبي القَاسِمِ البَلْخِيّ، مَصْدَرَ النَّديم الرَّئيس في هذا الفَنّ. وبما أنَّ النَّديمَ نفسه كان مُعْتَزِلِيًّا فإِنَّ لما ذَكَرَهُ أَهَمِّيَّةً خاصَّةً، فَطَرِيقَةُ تَنَاوُله للمَدْرَسَة الاعْتِزَالية يَخْتَلِفُ بَعْضَ الشيء عن ما نَجِدُه لدى المُتَكَلِّمين الذين تَرْجَمُوا لرِجَال المُعْتَزِلَة، فنَجِد عنده مَكانًا لرِجَالٍ لم يُذكروا في كُتُبِ طَبَقَاتِ المُعْتَزِلَة أَمْثَالَ: ضِرَار بن عَمْرو وأبي عيسى الوَرَّاق وابن الرَّوَنْديّ والنَّاشئ الكبير.

وحَاوَلَ النَّديمُ أَنْ يَتَنَاوَلَ في هذا الفَنِّ - كما جَاءَ فِي عُنْوَانِهِ - مُصَنِّفي المُعْتَزِلَة والمُرْجِئَة، وهو ما لا نَجِدُهُ مجتمعًا تَقْرِيبًا لدى أحَدٍ من المُؤَلِّفين المتأخِّرين، وقَصَدَ النَّديمُ بذلك أنْ يذكر مجموعةً من مُتَكَلِّمِي البَصْرَة الذين عَاشُوا في الأَسَاسِ بالقُرْبِ من المُعْتَزِلَة، وإنْ لم يُحَدِّد لنا للأسف، على وَجْهِ الدِّقَةَ، مَنْ هم الرَّجَال الذين أرَادَ أَنْ يَذْكُرَهُم تحت المُرْجِئَة المُصَنِّفين؟ لأنَّ هذه المَدَاخِل لم تَصِل إلينا. ويَذْهَبُ العَلامَةُ يوسف فان إس JOSEPH VAN ESS إلى أنَّه من الممكن أنْ نُفَكِّرَ في أفْرَادٍ مثل: أبي شَمِر الحَنَفي ومُوَيْس بن عِمْرَان ومحمَّد بن شَبِيبٍ البَصْريّ، الذين كانوا مُرْجِئَةً قَدَرِيَّةً (١).


(١) JOSEPH VAN Ess، Die Mu'tazilitenbio - graphien im Fihrist und die mu'tazilitische biographische Tradition، p.٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>