للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمَّا ما ذَكَرَهُ النَّديمُ عن الحَلَّاج، أبي مُغِيث الحُسَيْن بن مَنْصُورٍ، المَقْتُول حَرْقًا سنة ٣٠٩ هـ / ٩٢١ م، فيُعَدُّ أَهَمَّ تَرْجَمَةٍ وَصَلَت إِلَيْنَا للحَلَّاج بما تَضَمَّنَه من مَعْلُومات وما ذكره من أَسْمَاء مُؤلَّفاته وعَنَاوِينها، اعْتَمَدَ فيها على ما ذكرهُ أبو الحُسَيْن عُبَيْد الله بن أحمد بن أبي طَاهِر طَيْفُور، المتوفَّى سَنَة ٣١٣ هـ / ٩٢٥ م، في كتاب "أَخْبَار بَغْدَاد" [٦٧٥:١ - ٦٧٧] وعلى ما أَوْرَدَهُ أبو الحَسَن ثَابِتُ بن سِنَان، المتوفَّى سَنَة ٣٦٥ هـ / ٩٧٦ م، في كتاب "التَّاريخ" [٦٧٧:١ - ٦٧٨] إضَافَة - بالطَّبْع - إلى القائِمَة الكامِلَة بمُؤَلَّفَات الحَلَّاج [٦٧٨:١ - ٦٧٩] التي اعتمد عليها كُلُّ من جَاءُوا بعده.

ونَقَلَ النَّديم القائِمَة المُطَوَّلَة بمُؤلَّفات أبي النَّصْر محمد بن مَسْعُود العَيَّاشِي، أحَدٍ فُقَهَاءِ الشِّيعَة الإمَامِيَّة، المتوفَّى نحو سنة ٣٢٠ هـ / ٩٣٢ م، من كِتابٍ كَتَبَ به أبو محمد جُنَيْد بن محمد بن نُعَيْم إلى أبي الحَسَن عليّ بن محمد العَلَوي كانت في آخِره نُسْخَةُ ما صَنَّفَ العَيَّاشي، ذَكَرَها بالتَّرْتِيب الذي ذكرهُ به صَاحِبُها [٦٨٤:١ - ٦٨٧].

* * *

واكْتَسَبَت المَقَالَةُ السَّابِعَةُ من الكِتاب أهَمِّيَّةً كبيرَةً لدى الذين اهْتَمُّوا بحَرَكَة التَّرْجَمَةِ والنَّقْلِ عند المُسْلِمين وتَطَوُّر عُلُوم الفَلْسَفَة والرِّياضِيَّات والطِّب، فيُقَدِّمُ لنا فيها النَّديمُ أَفْضَلَ عَرْضٍ يُوَضِّحُ لنا كَيْفِيَّة انْتِقَالِ الثَّقَافَة اليُونَانية إلى العَرَبِ والمُسْلِمين، وأهَمَّ الإسْهَامَات التي أضَافَها المُسْلِمُون والعَرَبُ في مَجَالات العُلُوم. فَتَرْجِعُ أَهَمِّيَّةُ التَّرْجَمَات العَرَبِيَّة للأصُولِ اليُونَانِيَّة إِلى فَقْدِ أغْلَبِ أصُولها اليُونانِيَّة التي لم يَبْق منها سوى هذه التَّرْجَمَات العَرَبِيَّة أو ما أُقِيمَ عليها من تَرْجَمَات إلى لُغَاتٍ أُخْرَى مثل العِبْرِيَّة واللَّاتينِيَّة، الأمْرُ الذي يَجْعَل

<<  <  ج: ص:  >  >>