للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من هذه النُّصُوص العَرَبِيَّة المُتَرْجَمَة مَصْدَرًا مُزْدَوَجًا للفِكْر العَرَبِيّ والفِكْر اليُونَانِيّ (١).

فيَبْدَأ الفَنُّ الأوَّل من هذه المَقَالَة بعَرْضٍ لبِدَايَة معرفة النَّاس بالعِلْم بالماضِي من أَحْوَالِ الدُّنْيَا وحَال سُكَّانها ومَوَاضِع أَفْلاك سَمَائها وطُرُقها ودَرَجِها وكيفية مَعْرِفَة العُلَماء بذلك ووَضْعِه في الكُتُب، نَقْلًا من كتاب "النَّهْمُطان في المَوَالِيد" لأبي سَهْل الفَضْل بن نَوْبَخْت [٢: ١٣١ - ١٣٣]، ثم حِكَايَة أخرى في المَوْضُوع نفسه نَقْلًا من كتاب "اخْتِلاف الزِّيَجات" لأبي مَعْشَر جَعْفَر بن محمد البَلْخِيّ، [٢: ١٣٥ - ١٣٧] ثم يَرْوِي خَبَرًا حَدَّثَه به الثِّقَةُ، الذي لم يُصَرِّح باسْمِه على طُول كِتابِه، وأكَّدَه بما شَاهَدَهُ هو بنَفْسِه من أنَّ أبا الفَضْل بن العَمِيد أَنْقَذَ فِي سَنَة نَيِّفٍ وأرْبَعِين وثَلاث مِائَة كُتُبًا أصِيبَت بأصْبَهَان مكتوبةً باليُونَانِيَّة ومنها شيءٌ عند شَيْخه أبي سُلَيْمان السِّجِسْتَاني!

وأَوْرَدَ بعد ذلك خَبَرًا عن نَقْلِ الدَّوَاوين إلى العَرَبِيَّة يَتَّفقُ مع ما ذكرهُ البَلاذُرِيّ، رِوَايَةً عن عليّ بن محمَّد المَدَائِني، في "فُتُوح البُلْدَان" والجَهْشَيَارِي في "الوُزَرَاء والكُتَّاب". وذكر كذلك خَبَرًا عن هَيْكَلٍ قَديمٍ كان ببَلَدِ الرُّوم كانت به من الكُتُب القَدِيمَة ما يُحْمَل على عِدَّة أحْمَال، سَمِعَهُ من أبي إِسْحَاق بن شَهْرَام يُحَدِّثُ به في مَجْلِسٍ عَام [٢: ١٤٣]، ويذكر كذلك عن أبي القاسِم عيسى بن عليّ بن عيسى، الذي رَجَّحْتُ أنَّه الشَّخص الذي ألَّفَ له النديم "الفِهْرِسْت"، خَبَرَ سَلَّام والأبْرَش من النَّقَلَة القُدَمَاءِ اللذَيْن نَقَلَا كتاب "السَّمَاعِ الطَّبِيعي" لأرِسْطَاطالِيس.


(١) عبد الرحمن بدوي: أرسطو عند العرب - دراسة ونصوص غير مَنشُورَة، القاهرة - مكتبة النهضة المصرية ١٩٤٧، ١ - ٧ - ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>