للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكِنْديُّ في رسالته في "أغْرَاض كتاب أُقْليدس" وأنَّ الذي ألَّفَه في أوَّل الأمْر رَجُلٌ يُقالُ له أبولُّونْيُوس النَّجَّار ثم قام بإصْلاحِه أُقْلِيدِس في عَهْد بعض ملوك الإسكندرانيين (البَطَالِمَة) فنُسِبَ إليه، ووَجَدَ بعد ذلك إِبِسْقِلاوُس - تِلْمِيذ أُقْلِيدِس - المقالتين الرَّابِعَة عَشْرَة والخَامِسَة عَشْرَة فَأَهْدَاهُما إلى الملك وانْضَافَتا إلى الكتاب [٢: ٢١٠]. وهو نَصٌّ مهمٌّ اقْتَبَسَهُ كذلك عن الكِنْدِيّ كلٍّ من ابن جُلْجُل وصَاعِد الأنْدَلُسِيُّ والقِفْطي.

ومن مَصَادِرِه كذلك في هذا الفَنّ ما ذَكَرَهُ بنو مُوسَى عن أَبُولُّونْيُوس وكتابه في "المَخْرُوطات".

وكان مع النَّديم فَوَائد كتبها بخَطِّه جَعْفَر بن الخَلِيفَة المُكْتَفِي أَفَادَ منها نَقْلًا عن محمد بن الجَهْم البَرْمَكِيّ أَنَّ "كِتَابَ المَدْخَل" المَنْسُوب لأبي مَعْشَر البَلْخِيّ ليس له وإنَّما هو لسَنَدِ بن عليّ [٢: ٢٣٨ - ٢٣٩].

ومن أهَمِّ مَصَادِر النَّديم في الفَنِّ الثَّالِث، الخاصّ بأخْبَار المُتَطَبِّبين القُدَمَاء والمُحْدَثين، كتابُ "تاريخ الأطِبَّاء والفَلاسِفَة" لإسْحَاق بن حُنَيْن، وهو أَوَّلُ كتابٍ في الإسلام أفْرَدَهُ مُؤلِّفٌ لتَرَاجم الأطِبَّاء والفَلاسِفَة [٢: ٢٦٧]. أمَّا ما نَقَلَه عن يحيى النَّحْوي (يُوحَنَّا فيلُوبُونُس جرَامَاتيكوس) فيَبْدُو أنَّه من خِلالِ كِتاب إسْحَاق بن حُنَيْن، فهو من مَصَادِره، وإنْ كان هذا لا يَمْنَع أن يكون النَّديمُ قد رَجَعَ مُبَاشَرَةً إلى "تاريخ" يحيى النَّحوي [٢: ٢٧١، ٢٨٦].

واطَّلَعَ النَّديمُ على "فِهْرِسْت كُتُب جالينُوس الذي عَمِلَه حُنَيْنُ بن إِسْحَاق إلى عليّ بن يحيى بن المُنَجِّم" [٢: ٢٧٧، ٢٩١]. ونَقَلَ قَائِمَة كُتُب فيلَغْريُوس على ما رآه مُثْبَتًا بخَطِّ عَمْرو بن الفَتْح في آخِر جزءٍ [٢: ٢٨٢]. أما ما صَنَّفَه محمد بن زكريّا الرَّازي فقد نَقَلَه من "فِهْرِسْت كُتُب الرَّازِي" [٣٠٧:٢ - ٣١٣]. وأشَارَ كذلك [٢: ٢٨٨ - ٢٨٩] إلى كتابٍ بخَطٍّ ثَابِت بن قُرَّة فيه ذكر الأطِبَّاء الذين خَلَفُوا بُقْرَاط.

<<  <  ج: ص:  >  >>