للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التَّوْحِيد" كتبها لابنه على غَايَة من التَّقَايَة في التَّوْحِيد، لا يجد الفَيْلَسُوفُ إِذَا أَتْعَبَ نفسه مَنْدُوحَةً عنها والقَوْل بها [٢: ٣٦٢].

ثم نَقَلَ رِوَايَةً أخرى عن مَوْقِفِ الخَلِيفَة المأمُون من الحَرْنَانِيَّة الذين الْتَقَاهُم بدِيار مُضَر وهو في طريقه لبلاد الرُّوم للغَزْو، من كتاب "الكَشْفِ عن مَذَاهِبٍ الحَرْنَانِيين" المعروفين في عَصْره بالصَّابِئَة لأبي يُوسُف إيشَع القَطِيعيّ النَّصْرَانِيّ، وهو مُؤَلِّفٌ عَاشَ في القَرْن الثَّالِث الهجري التّاسع الميلادي، لم يَذْكُرْهُ سِوى النَّديم [٢: ٣٦٢ - ٣٦٥].

أمَّا أَعْيَادُ الصَّابِئَة وأَسْمَاءُ قُرْبانَاتهم فقد نَقَلَها من خَط أبي سَعِيد وَهْب بن إبراهيم بن طازَاد الكاتب النَّصْرَاني، كاتب المُطِيع الله، وقد سَبَقَ أَنْ تَرْجَمَ له في المَقَالَة الثَّالِثَة [١: ٤٠٥] وهو نَقْلٌ مُطَوَّلٌ خَتَمَهُ بقوله: "فهذا آخر ما كَتَبْنَاه من خَطّ أبي سَعِيد وَهْب" [٢: ٣٦٦ - ٣٧٣]. ونَقَلَ مَا ذَكَرَهُ عن آلِهَة الْحَرْنَانِيين خَطّ شَخص لم يُسَمِّه [٢: ٣٧٣ - ٣٧٤]. كذلك أوْرَدَ بعض مقالاتهم وبِدَعِهم القديمة رِوَايَةٌ عن الثِّقَة الذي لم يُصَرّح النَّديمُ باسْمِه على امتداد صفحات كتابه [٣٧٤:٢].

ونَقَلَ النَّديمُ أَسْرَارَ الصَّابِئَة الخَمْسَة من جُزْءٍ وَقَعَ له نَقَلَهُ بَعْضُ النَّقَلَة من كُتُبِهِم [٣٧٥:٢ - ٣٧٧]، وذَكَرَ أنَّ "النَّاقِل لهذه الأسْرَار الخَمْسة كان عَفْطِيًّا غير فَصِيح بالعَرَبِيَّة، أو أرَادَ بنقلها على هذا النَّسيج والرَّدَاءَة الصِّدْقَ عنهم والتَّحَرِّي لألْفَاظهم فتَرَكها على حالها في بُعْدِ الائْتِلاف وتَقَطُّع الكلام" [٣٧٨:٢].

وأشَار النَّديمُ في خِتَام هذا الفَصْل إلى كِتابٍ سُرْياني فيه أَمْرُ مَذَاهبهم وصَلَوَاتهم أَمَرَ بنَقْله إلى العربية هارون بن إبراهيم بن حَمَّاد القاضي، وهو كِتَابٌ موجودٌ كثيرٌ بأيدي النَّاس في عَصْرِه ويُغْني عن كثيرٍ من الكُتُبِ المعمولة في مَعْنَاه [٢: ٣٧٨].

ويَسْتَمِدُّ الفَصْلُ الذي عَقَدَهُ النَّديمُ عن مَذَاهِب المَنَّانِيَّة أَهَمِّيَّتَه من أصَالَة المَصَادِر التي اعْتَمَدَ عليها، وكُلَّها مُؤلَّفات مَاني نفسه التي كانت قد نُقِلَت إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>