نرى من تتمة البحث السابق، أن نذيله بكلمات مختصرة جداً في حياة بعض الأفراد الذين كانوا قوام الحركة العالمية في هذا العصر، فنحيي ذكرياتهم، ونتعرف أحوالهم ولو بصفة إجمالية، ونضيف إلى ذلك جريدة بأسماء الكتب المؤلفة فيه، في مختلف العلوم والفنون، فنحيط علماً بالمجهودات الطائلة التي بذلها أسلافنا رحمهم الله في خدمة العلم، ونتصور الحركة العلمية الموحدة على حقيقتها، حتى لا نبقى متشوفين بعد ذلك إلى زيادة بيان.
[أبو القاسم الجزيري]
علي بن يحيى بن القاسم الصنهاجي، يكنى أبا القاسم وأبا الحسن، أصله من بلاد الريف ونزل الجزيرة الخضراء فنسب إليها. كان فقيهاً متمكناً يشتغل بالتدريس وعقد الشروط، ثم ولي قضاء الجزيرة، وكان متواضعاً كثير الأوراد صاحب علم وعمل. وله في الشروط مختصر مفيد جداً سماه بالمقصد المحمود في تلخيص العقود، كثر استعمال الناس له لجودته ودلالته على معرفته، قاله ابن الأبار. وهو من مصادر تحفة الحكام لابن عاصم، كما صرح بذلك في خطبتها. وتوفي في الجزيرة في شهر ربيع الأول سنة ٥? ٥ وهو ابن ٦٠ سنة.
[أبو محمد صالح]
فقيه فاس وصالحها، أبو محمد صالح بن جنون الهسكوري المضروب مثلاً بين الفقهاء العدل المبرز. وهو الفائق في العدالة بمعنى الشهادة؛ لجمعه بين المعرفة والنزاهة. ولذلك يختص بأحكام عن بقية العدول أي الشهود، وأول من ضربه