للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[همة عالم]

كان الفقيه أبو العباس الحباك المكناسي خطيباً بالقرويين فعزل هو والفقيه القوري القاضي في يوم واحد، ثم طلب بعد ذلك لخطبة جامع الأندلس فأبى وقال إن كان عزلي بجرحة فلا يحل لكم تقديمي وإن كان عن غير جرحة فقبولي من قلة الهمة.

[عالم ابن دلأل]

قال أبو البركات ابن الحاج: كنت ببجاية وقدم علينا رجل من فاس برسم الحج، يعرف بابن الحداد، فركب الناس في الأخذ عنه والرواية لما يحمله كل صعب وذلول مع أنه لم تكن منزلته هناك في العلم، فعجبت لذلك حتى قلت لبعض الطلبة: لقد أخذتموه بكلتا اليدين ولم أركم مع من هو أعلى قدراً منه كذلك، فقالوا لي لأنه قدم علينا ونحن لا نعرفه في زي حسن بخادم يخدمه يظن من يراه أن أباه من أعيان أهل بلده، فسألناه أحي أبوه أم لا؟ قال بل حي، قلنا أهو من أهل العلم؟ قال لا هو دلال في سوق الخدم فلذلك آثرناه على من هو فوقه في العلم، قال: فقلت لهم حق له أن ترتفع منزلته ويعلو صيته لتخلقه وفضله.

<<  <  ج: ص:  >  >>