وأعطوا الخطة حظها من العفاف والصيانة، وخرجوا منها بيض الصحائف حمر الوجوه، فأعرفوا فضلهم، واقتفوا سبيلهم، وتشبهوا أن لم تكونوا مثلهم، وأعلموا أننا بحول الله لا نزال نبحث عن أحوالكم بالتنقيب والتنقير، ونعاملكم بالتحذير قبل التعزير، وباللين ثم الجد، وبالطفح ثم الحد، لأن الله كلفنا بكم، وسائلنا عنكم وأمور الشريعة عندنا أهم من كل مهم وآكد من كل أكيد، وما على هذا من مزيد، آن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت واليه أنيب.
[توقيعات له]
كان رحمه الله كما يحكي عن المنصور الموحدي حسن التوقيع. فمما وقع به على كتاب قوم بالغوا في الشكوى إليه بعبد الله بن موسى وهو ممن أحسن إليه أيام كونه بسوس قبل ولايته «لا يستوي من انفق منكم من قبل الفتح وقاتل»
وكتب إليه الطلبة يستأذنونه في إقامة نزهتهم قبل الإبان وهو بفاس عسى أن يحضرها فوقع لهم «حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وأزينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا»
ورفع إليه أهل فاس اعتذارهم عما كان بها من الفتنة قائلين إن ذلك من فعل السفهاء، فوقع «السفيه إذا لم ينه فهو مأمور».