للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما هذه الأقوال التي تنقل عنك في حق الملك العادل المنقاد إلى الحق والمؤثر لطاعة الله على هواه؟ قال ابن تومرت أن ما نقل عني قد قلته حقاً ولي من ورائه أقوال أخرى، أما قولك إن ملككم عادل منقاد للحق مؤثر طاعة الله على هواه، فهذه أقوال تقولونها وتنصرونه بها مع علمكم بأن الحجة متوجهة عليه، فهل بلغك يا قاضي أن الخمر تباع في هذه الديار جهاراً وأن الخنازير تمشي بين المسلمين وأن أموال اليتامى تؤكل ظلماً وعدواناً؟ وعدد من ذلك جميع المنكرات التي رآها، فلما سمع الملك كلامه ذرفت عيناه وأطرق حياء فسكت علماء السوء ولم يتكلم منهم أحد، فقال مالك بن وهيب وقد فهم نفسية ابن تومرت وأدرك غايته، نصيحتي لك أيها الملك أن تأمر بسجن هذا الرجل وأتباعه وتنفق عليهم كل يوم ديناراً لتكفي شرهم والا أنفقت عليهم كل خزانك ولا يجديك ذلك نفعاً، اجعل عليه كبلاً قبل أن تسمع له طبلاً. فوافقه الملك على ذلك، لكن الوزير بينتان بن عمر تدارك الأمر وقال يقبح بك أيها الملك أن تبكي من موعظة رجل، ثم تسجنه في مجلس واحد، فأصغى الملك لرأيه وصرف ابن تومرت وسأله الدعاء.

مناظرة السلطان زيدان بن المنصور الذهبي

للشيخ يحيى بن عبدالله بن سعيد الحاحي

كان للشيخ المذكور دالة على زيدان بن المنصور بسبب أنه أعانه

<<  <  ج: ص:  >  >>