تلك البلاد العُدَد والعَدَد، وعُدْنا لحضرتنا فاس لتستريح الجيوش من وعثاء السفر، ونَرْتَبِط الجياد وننتخب العُدَد لوقت الظهور المنتظر، ونكون على أُهْبة الجهاد، وعلى مَرْقَبة الفرصة عند تمكنها في الأعاد، وعند عودنا من تلك المحاولة، نُيسِّر الركب الحجازي مُوَجهاً إلى هناكم رواحله، فأصدرنا إليكم هذا الخطاب، إصدار الود الخالص والحب اللُّباب، وعندنا لكم ما عند أحنى الآباء، واعتِقادُنا فيكم في ذات الله لا يخشى جديده من البلاء، وما لكم من غرض بهذه الأنحاء، فمُوَفّى قصده على أكمل الأهواء، موالي تتميمه على أجمل الآراء، والبلاد باتحاد الود متحدة، والقلوب والأيدي على ما فيه مرضاة الله عز وجل منعقدة، جعل الله ذلكم خالصاً لرب العباد، مدخوراً ليوم التناد، مسطوراً في الأعمال الصالحة يوم المعاد، بمنه وفضله وهو سبحانه يصل إليكم سعداً تتفاخر به سُعودُ الكواكب، وتتضافر على الانقياد له صدور المواكب، وتتقاصر عن نيل مجده متطاولات المناكب والسلام الأتم يخصكم كثيراً أثيراً ورحمة الله وبركاته.
كتاب السلطان أبي سعيد المريني الأصغر إلى الملك الناصر فَرَج بن برقوق
يعلمه باستعداده لمناصرته على العدو المهاجم
من عبد الله ووَليِّه عثمان أمير المسلمين المجاهد في سبيل رب العالمين، سلطان الإسلام والمسلمين، ناشر بساط العدل في العالمين، المقتدي بآثار