الشمس منهم إلى الظل فلو اكتسى لكان حائلاً بينهم وبينها واكتسي في الصيف لأنهم أحوج إلى الظل فلو تعري لم يجدوا وقاية من حر الشمس فهو يترك حقه في حق الناس، قال وأنت إذا تأملت قول الشاعر:
سألت الغصن لم تعري شتاء. . . وفي وقت المصيف أراك كاس
فقال لي الربيع على قدوم. . . خلعت على البشير به لباسي
عرفت فضل ما بين الجوابين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد نظم معنى الشريف الكاتب أبو عبد الله بن سلمان من رجال الأنيس:
سألت قضيب البان لم أنت تكتسي. . . مصيفاً وتعرى في الشتاء من الورق
فقال أخلي الشمس تسخن زائري. . . لا خلع سهم البرد منه إذا مرق
وألبس ثوبي في المصيف حنانة. . . ليأوي إلى ظلي ولولاه لاحترق
[بديهة الجراوي]
حدث صفوان بن إدريس أن أبا العباس الجراوي كان في حانوت وراق بتونس وهناك فتى يميل إليه فتناول الفتى سوسنة صفراء وأومأ بها إلى خديه مشيراً وقال أين الشعراء تحريكاً للجراوي فقال هذا ارتجالاً: