والإمام أبا المعالي الجويني وابن صاحب الخمس بصقلية وغيرهم. ودرس هناك الأصول والكلام ودرس ذلك ببلده سبتة مدة حياته. قال القاضي عياض: وعليه أخذ ذلك جماعة من شيوخنا وأصحابنا، ورحل إليه الناس في درس ذلك عليه. ولي قضاء بلده سبتة والخطابة بمسجدها كما تولى قضاء الجزيرة الخضراء. وتوفي آخر محرم سنة ٥٠٢.
[الحسن بن طريف النحوي]
الشيخ الصالح أبو علي الحسن بن علي بن طريف، من أهل سبتة ويعرف بالتاهرتي شيخ بلده في النحو، له سماع من الفقيه حجاج بن الماموني وأبي عبد الله ابن سعدون وأبي الأصبغ بن سهل وأبي محمد أبي قحافة. وأخذ عن أبي تمام القطيني وغيره بالأندلس ودرس النحو عمره بسبتة. وأخذ عنه جماعة منهم القاضي عياض وغيره. وتوفي في ١٩ ذي الحجة ٥٠١.
[مروان بن سمحون]
أبو عبد الملك مروان بن عبد الملك بن إبراهيم بن سمجون اللواتي الطنجي، زعيم المغرب وشيخه وذو الجاه العريض والقول المسموع فيه. هكذا عرفه القاضي عياض في فهرسته ثم قال: كان من أهل العلم والفقه والأدب، وله سماع عال من المصريين كابن نفيس وابن منير وأبي محمد بن الوليد ونمطهم، وقرأ القرآن على المقرئين بها وجالس الفقيه عبد الحق بصقلية، وسمع من أبي علي المعروف بابن مد كيو فقيه سجلماسة بها، عن أبي محمد بن أبي زيد، وحصل علماً جماً، وكان يقول - كما عند صاحب معجم البلدان - لم أدخل إلى الشرق حتى حفظت أربعة وثلاثين ألف بيت من أشعار الجاهلية، وكان ذا شهامة وجزالة وفصاحة. أخذ نفسه بالإعراب في كلامه مع الخاصة والعامة، فلا يكاد يؤخذ عليه لحن، وولي الصلاة والخطبة والفتيا بسبتة، ثم انتقل إلى طنجة صدر الدولة المرابطية؛ فولي صلاتها وخطبتها وفتياها، ثم تقلد أحكامها وانصرفت إليه جميع أمور الأندلس والمغرب، وفوض إليه أمير المسلمين يوسف في كبار مهامه. وكان مهيباً صلباً. وله شعر وخطب فصيحة قوية العارضة كثيرة الغريب.