للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخُطب

خُطبة

لطارق بن زياد

قالها في جيشه الذي فتح به الأندلس بعد أن أحرق الأحفان

التي حملتهم إلى الجبل المسمى باسمه قطعاً لأملهم في الرجوع.

أيها الناس: أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم وليس لكم والله إلا الصدق والصبر. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضع من الأيتام في مأدبة اللئام. وقد استقبلكم عدوكم بجيشه، وأسلحته وقواته موفورة. وأنتم لا وزر لكم إلا سبوقكم، ولا أقوات نكم إلا ما تستخلصونه به من أيدي عدوكم. وإن امتدت بكم الابام على افتقاركم، ولم تنجزو لكم أمراً، ذهبت ريحكم وتعوضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم. فادفعوا عن أنفسكم خدلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية، فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة. وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن أن سمحتم لأنفسكم بالموت وإلى لم حدركم أمراً أنا عنه بنجوة، ولا حملنكم على حطة أرخص متاع فيها النفوس (من

<<  <  ج: ص:  >  >>