سافر أبو موسى إلى المشرق فحج ولازم ابن بري بمصر، ثم عاد فتصدر للإقراء ببجاية والمرية، وأخذ عنه جماعة منهم الشلوبين وابن معط. وكان قارئاً حافظاً جيد التفهيم حسن العبارة. ولي خطابة مراكش وله أمال في النحو، ومختصر الفسر لابن جني في شرح ديوان المتنبي، وشرح أصول ابن السراج وغير ذلك. وتوفي سنة ٦٠٧ بمراكش رحمه الله.
[ابن معط]
هو الإمام زين الدين أبو زكريا يحيى بن معط بن عبد النور الزواوي القبيلة المغربي الأصل والنشأة الجزولي البلد. اشتغل بالعربية على أبي موسى المتقدم فتمهر فيها وكان مبرزاً في علم الأدب، قادراً على النظم للعلوم. ورحل إلى بلاد مصر فلقي المشايخ، وباحث العلماء وناظرهم. ثم انتقل إلى دمشق وسكن بها طويلاً، وولاه الملك المعظم النظر في مصالح المساجد وفي ذلك الوقت نظم الفيته في النحو التي عمل ابن مالك على مثالها الفيته المشهورة. ولما توفي الملك المعظم نقله الملك الكامل إلى مصر؛ فتصدر بالجامع العتيق لإقراء الأدب، وله غير الألفية نظم في العروض ونظم جمهرة ابن دريد في اللغة. وشرع في نظم كتاب الصحاح للجوهري فمات قبل إكماله. كانت ولادته سنة ٥٦٤ وتوفي سنة ٦٢٨ رحمه الله.
[إبنا دحيه]
هما الشيخان المحدثان الحافظان اللغويان الأديان أبو عمرو عثمان وأبو الخطاب عمر ابنا الحسن بن علي بن محمد الجميل بالتصغير، وبه كانا يعرفان أولاً؛ فيقال لكل منها ابن الجميل، ثم عرفا بعد بابني دحية لانتسابها إلى دحية الكلبي الصحابي الجليل، وأصلها من مدينة سبتة. كانا علمين شهيرين في حفظ الحديث والمعرفة بعلم اللغة وأيام العرب وأشعارها، والنحو والتاريخ وغير ذلك، أخذا ببلاد المغرب وإفريقية والأندلس عن مشايخها المعروفين، وانفرد أبو الخطاب بالتجول في بلاد المشرق؛ فدخل