للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيّن فيها كيفية استعمالها وكيفية صنعها فراجعها إن شئت في الرحلة العياشية.

وبالجملة فهو أحد حكماء الإسلام وجهابذة الأعلام، وبقدر ما كان متضلعاً في العلوم الحكمية كان متمكناً في علوم الأدب والشريعة، وألف كتباً مفيدة منها منظومة في علم الميقات خالف فيها كثيراً من مذاهب أهل هذا العلم وشرحها؛ ومنها صلة السلف بوصول الخلف وهو فهرس جامع قل أن يكون له نظير. وتوفي بالشام عام ١٠٩٥.

[عبدالرحمن الفاسي]

هو أبو زيد عبد الرحمن بن عبد القادر الفهري الفاسي العالم المشارك المتفنن، مفخرة بيته ونادرة وقته، ولد سنة ١٠٤٠ ونشأ في حجر والده فحفظ القرآن في سن مبكرة جداً. ثم أكب على تعاطي العلم فلم يلبث أن صار فرداً متحققاً بسائر العلوم العقلية والنقلية التي تدرس في القرويين؛ ففضلاً عن علوم العربية والأدب والفقه والحديث كان له مشاركة في العلوم الفلسفية والطبيعية والرياضية من حساب وجبر وهندسة وطب وكيمياء ومنطق وما إلى ذلك، وألف في هذه العلوم كلها كتباً منظومة ومنشورة، وضمن المنظومة منها كتابه المسمى بالأقنوم في مبادئ العلوم الذي يعد دائرة معارف العصر، تكلم فيه على نحو مائة وخمسين عاماً؛ فاستوفى حدودها، واستوعب نظرياتها بأوجز عبارة وأحسن إشارة. وله في الفقه نظم العمل الفاسي وهو مجهود قيّم تمّم به ما كان الإمام الزقاق قد ابتدأه في لاميته، من جميع المسائل التي جرى العمل بها في الأحكام الشرعية، مراعاة للأعراف والظروف، وإن لم تكن من الراجح ولا المشهور، فأربي عليه واتسع في ذلك بما لا غاية بعده. وفي السيرة له مفتاح الشفا، ذيل به شفاء القاضي عياض وجوّده وأتقنه جداً. وله غير ذلك مما يذكر في موضعه. وتوفي سنة ١٠٩٦.

[أبو على اليوسي]

أبو علي الحسن بن مسعود اليوسي، نسبة إلى أيت يوسي، قبيلة في عداد

<<  <  ج: ص:  >  >>