وينحرف الشعراء والكتاب، لفاضت ينابيع هذا الفصل فيضاً، وخرجت إلى نوع آخر من البلاغة أيضاً، قرت عيون أودائك، وملئت غيظاً صدور أعدائك، ورقيت درج الآمال، ووقيت عين الكمال، وحفظ منصبك العالي بفضل ربك الكبير المتعالي، والسلام الأتم الأنم، الأكمل الأعم، يخصك به من طال في مدحه إرقالك وأغذاذك، وراض روض حمده وأبلك وطلك ورذاذك، وغدت مصالح سعيه في سعي مصالحك وسينفعك بحول الله وقوته وفضله ومنته معاذك، ووسمت نفسك بتلميذه فسمت نفسه بأنه أستاذك، ابن هانئ ورحمة الله تعالى وبركاته.
رسالة لابي جعفر الجنان المكناسي بعث بها لابن الخطيب
وقد فاتحه بنظيرتها محركاً قريحته
يا خاطب الآداب مهلاً فقد. . . ردك عن خطبتها ابن الخطيب
هل غيره في الأرض كفء لها. . . وشرطها الكفاة قوله مصيب
أصبح للشرط بها معرساً. . . فاستفت في الفسخ فهل من مجيب
أيها السيد الذي يتنافس في لقائه ويتغالى، ويصادم بولائه صرف الزمان ويعالى، وتستنتج نتائج الشرف مقدمات عرفانه، وتقتنص شوارد العلوم برواية كلامه فكيف بمداناة عيانه، جلوت علي من