للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وآويت منها إلى جثة. . . فلا شمس فيها ولا زمهريرا

لدى عالم قد حوى عالماً. . . وحبر ضمن خلقا كثيراً

وألحفها من محاسنه. . . بروداً حكت سندسا وحريرا

وأسرجها بسراج الهدى. . . وكم مكثت قبل تحكي قبورا

فلا نجد إلا استطار سناً. . . ولا غور إلا تلألأ نورا

ولا غصن إلا تثنى ارتياحاً. . . ولا طير إلا تغني سرورا

وضاء سناها وضاع شذاها. . . فشمت سناً وشممت عبيرا

إمام الورى بشفيع الورى. . . أصخ لنظامي وكن لي عذيرا

وأسبل عليه برود القبول. . . فلست حبيباً ولست جريرا

وهبني كذاك فمن لي بما. . . أحلي به مجدك المستنيرا

ومن أرهقته خطوب الدنا. . . فكيف يحوك القريض النضيرا

فعذراً لمن خانه دهره. . . وأخنى عليه الزمان مغيرا

ودونك مني سلام كريم. . . يفاوح عرفه روضة مطيرا

[والقاضي ابن طاهر الهواري يمدح أبا حفص الفاسي]

طابت بطيب حياتك الأعمار. . . وجرت برفعة قدرك الأقدار

وعلا على الجوزاء أخصمك الذي. . . تصبو إلى قبيلة الأحرار

وسمت بك العلياء فوق منازل. . . من دونها الأفلاك والأدوار

وجلوت في أفق السيادة غرة. . . تعلو لبهجة حسنها الأقمار

<<  <  ج: ص:  >  >>