وأتت بك الأيام علقا طالما. . . ضئت به فيما مضى الأعصار
سعدت بك الأيام وابتهج الورى. . . ورقت بغرة وجهك الأمصار
وقضى لك الرحمن أنك مخمل. . . جميل ذ كرك من إليه يشار
حلاك بالعلم الشريف فأشرقت. . . بحليك الآفاق والأقطار
أحييت روض فنونهن بعيدما. . . عفت المعالم منه والآثار
وجلوت منه عرائس الفكر التي. . . تختال منها العون والأبكار
وسرت بهمتك المعارف في الورى. . . وجلت بنور فهومك الأسرار
وبدت بحسن بيانك الحكم التي. . . نطقت بها من قبلك الأحبار
لكم التقدم في الورى سواكم. . . يعزى له التقصير والإقصار
هيهات سر الله أودع فيكم. . . والله يفعل كل ما يختار
فلئن تلوت السابقين فإنما. . . أنت الذي تختاره الأنظار
أنشأت إخباري بوصفك مادحاً. . . فزها بك الإنشاء والإخبار
من لي بإحصاء الثناء على أمريء. . . شرفت لحسن مديحه الأشعار
أني لمثلي أن يحيط بوصفه. . . ولو أنه في مدحه مكثار
خذها أبا حفص إليك مديحة. . . من صفو ود لم يشبه غيار
والله جل ثناؤه يوليك من. . . عز المكانة فوق ما تختار
وعليك يا علم الهداة تحية. . . تحكي ذكي نسيها الأزهار
ما رنحت أيدي الصبا قضب الربا. . . وترنمت في أيكها الأطيار