للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحسبك أو فحسبي منك دهر. . . يشت بصرفه الشمل الجميع

وشوق تقتضيه نوى شطون. . . فتقضي عنه واجبها الدموع

حملت الحب مؤتمناً عليه. . . فكيف يضيع ذلك أو يذيع

لقد جشمت نفسك متلفات. . . بكل ثنية منها صريع

وحال الصب تخضبه دموع. . . كحال القرن يخضبه نجيع (١)

وقد تحمي الدروع من العوالي. . . ولا تحمي من الحدق الدروع

ورب فتى تراع الأسد منه. . . تقص قلبه الرشأ المروع

وقال أيضاً: ويحتوي على معان فلسفية رائعة:

لهواك في قلبي كريقك في فمي. . . غيري يقول الحب مر المطعم

فأدر علي بمقلتيك كؤوسه. . . حتى يدب خماره في أعظمي

إن التلدد (٢) في هواك تلذذ. . . لو كان أقتل من زعاف الأرقم

فأجب بحب لا يثير ملامة. . . ملئت بموليه عيون النوم

شغل النواظر والقلوب ولم يدع. . . من لم يسمه من الأنام بميسم

ومن العجائب شغل شيء واحد. . . في الحال أمكنة ولم يتقسم (٣)


(١) النجيع الدم.
(٢) التلدد: التحير والزعاف السم القاتل والأرقم أخبث الحيات.
(٣) يعني والشيء الواحد لا يحل مكانين في زمن واحد.

<<  <  ج: ص:  >  >>