(اخبر الراغب بن عبد الوارث) قال: انتظمت في تطوان برفقاء، انتظام الأخوة الأشقاء «صنوان وغير صنوان» ونزلت معهم إلى البحر أيام عيد النحر، ونحن في زي بني مروان، فوجدنا على طرفه، منطيقاً ملك بطرفه، ولدانا لم يملكهم ذو إيوان، ذوي قدود أسنة، وخدود أجنة وثغور تفتر عن أقحوان، فاصخت له أذني استمع كلامه، حتى تحقق عندي أنه أبو سلامة، الذي لم يشتمل على مثله ديوان، ولما انتشر الطعام لدينا وصفه طاهيه بين يدينا، بعثنا إليه بخوان، وانتخبنا له ألطف رسول، وقلنا له قل هل لك سول، في منادمة هؤلاء الإخوان، فبلغه هديتنا، وادى إليه وصيتنا، فقال لست رفقائي بخوان، ولا أترك الريحان، لأم غيلان واختار التناغم على الغزلان، وابدل السلم بالحرب العوان، فرجع الرسول خائباً، بشاب معه آئبا، وقد علا على وجهه هوان، فلما اخبرنا بخبره المستطرف أي استطراف، قلنا للشاب وكان من النخب الظراف، آن أتيتنا به فلك كذا وكذا حلوان، فذهب وأسرع، حتى أتاه يهرع، وتخنث عليه