للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخنث الغوان، فما لبث أن وقع في فخه، وسقط على مخه، سقوط النشوان، ولما جاء بالمصيد، قال ها بيت القصيد، لبى دعوتي دون لعل ولوان) (١)، فشكرنا له الصنع، وحبوناه دون منع، ما استوجب من الحلوان، ثم وثب ودرج، وبقي في حرج، فانشد غير متوان:

صادني ظبي بدل وغنج. . . وبطرف ذي احورار ودعج

إن خطا يحسده الخطي أو. . . يتجلى قلت من عدن خرج

إن رنا يرنو له القلب إلى. . . ما دعا لبيك من دون حرج

قادني نحو بلاء ورمى. . . بزمامي من يديه ودرج

قال الراوي: فقلت مستدعياً كلامه، سحرت والله أبا سلامة، وحيل بين العير والنزوان (٢)، فقال ايه يا ابن عبد الوارث، حتى متى تعين أخاك الحارث (٣)، في تبديد شمل السلوان، فقلت ليت شعري ألما فرقت أجمع، إن دعوت الغلمان، جاءوا أجمع، فقال إي والله ولا عدوان، فدعوناهم لنادينا، فأجابوا منادينا، من دون تراخ ولا توان، فأماط الترح، ولبس المرح، واستحال سخطه لرضوان، ورأى شاباً منهم يجر


(١) هو مخفف من لو أن.
(٢) مثل يضرب لعدم استطاعة الشيء مع الرغبة فيه.
(٣) يعني به الحارث بن همام راوية مقامات الحريري.

<<  <  ج: ص:  >  >>