للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأدموس من اصطلاح صاحب القاموس، ونور البصر في شرح خطبة المختصر، أبدأ فيه وأعاد، وأبان عن رسوخ قدمة في مقام الاجتهاد. وله الزواهر الأفقية في شرح الجواهر المنطقية وهو على شرح المنظومة المعروفة بالقادرية في المنطق لأبي الفضل عبد السلام القادري؛ وشرحها هذا قلّ أن يكون له نظير، استقى من بحره من أتي بعده. وله أيضاً الياقوتة الفريدة في نظم لبّ واجب العقيدة وهي تسعة أبيات ضمّنها العقائد الواجبة كلّها بدلائلها العقلية من غير رمز ولا لغز فجاءت آية في البلاغة، وله النصيحة المشهورة التي يقول في أولها:

يا أيُّها الإنسان هُبَّ من كراك. . . واصْح من السُّكْر الذي قد اعتراك

إن الرَّحيل يا أخي قريب. . . وكلّنا مسافرٌ غريب

وقد رحل إلى المشرق مرتين وألف رحلة مفيدة. وتوفي عام ١١٧٥ هـ.

[أبو العلاء العراقي]

أبو العلاء إدريس بن محمد بن إدريس بن حمدون الحسيني العراقي الفاسي، شُهِرَ هو والسادة أهل بيته بالنسبة إلى العراق لقدوم سلفهم منه، هذا كان حافظ المغرب في عصره، حصل على رياسة الحديث فلم ينازع فيها. وكان قد انصرف إليه بكليته منذ ابتداء طلبه، فلم ينشب أن بلغ فيه الغاية حفظاً ورواية ودراية، ومهر وبهر ودرس ورأس حتى أقرّ له بالفضل في تلك شيوخه فمن دونهم؛ فكان يلقّب بسيوطي زمانه، وقال عنه شيخه أبو حفص الفاسي إنه أحفظ من ابن حجر. وسأله أحمد بن المبارك صاحب الإبريز وهو من شيوخه عن طريق بعض الأحاديث، فذكر له على البديهة ست طرق فقال له لله درُّك، لقد تعب ابن حجر ولم يخرج له إلا طريقين، وبالجملة فهو من مفاخر هذا القطر السعيد في العصر العتيد، له المستدرك على الجامع الكبير للسيوطي فيه نحو العشرة آلاف حديث، وفتح البصير في التعريف بالرجال المخرج لهم في الجامع الكبير، والدرر اللوامع في الكلام على أحاديث جمع الجوامع، وتكميل مناهل الصافي تخريج أحاديث الشفا,

<<  <  ج: ص:  >  >>