للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الخطابي]

هو ميمون بن علي بن عبد الخالق الخطابي، نسبة إلى قبيلة من صنهاجة، من أهل مدينة فاس، ويعرف بابن خبازة نسبة إلى خاله الشاعر المشهور بابن خبازة، قاله ابن القاضي.

هذا كان شاعراً فحلاً نهاية في متانة الشعر وروعته وجماله، كأنما ينحت الكلام من صخر، ويفرغه في قالب الإجادة والإحسان، ثم يخرجه وقد تحول إلى صور شعرية بليغة النظم والتركيب، سامية المغازي والمقاصد. وأعانه على ذلك فقهه باللغة وروايته الواسعة للشعر مع تفننه في أساليب البلاغة، ومعرفته بما خذ الكلام، فلا يقرأ القارئ بعض قصائده الطنانة إلا وهو يحسب أنه يقرأ للمتنبي ونظرائه من كبار الشعراء. وقال ابن القاضي: «كان سريع البديهة ناظماً تأثراً، مع الإجادة والتفنن في أساليب الكلام معرفة وإتقاناً في هزله وجده على اختلاف اللغات.» ولا يعرف له ديوان مجموع على كثرة شعره: إما لأنه لم يدون أشعاره، وإما لأن يد التلاشي لعبت به كما لعبت بكثير من آثار غيره من الأدباء والعلماء. وعلى كل فليس الشاعر بالديوان ولا بكثرة رواته والناقلين عنه، وإلا فكم من دواوين مكدسة في زوايا الخزائن ليس لأصحابها عافاهم الله في الشاعرية من حظ ولا نصيب.

وهكذا يقال في كل من مضى ويأتي من الشعراء الكبار الذين لم نذكر أن لهم ديواناً مجموعاً. ولي الخطابي حسبة الطعام بالعاصمة المراكشية. وتوفي بالرباط سنة ٦٣٧.

[ابن عبدون المكناسي]

أبو عبدالله محمد بن عبدون بن قاسم الخزرجي المكناسي، شاعر مطبوع، من أكبر أدباء المغرب في هذا العصر.

كان رقيق الحاشية، شديد التظرف، غزلاً رقيقاً بديعاً، يجيد الوصف، وله

<<  <  ج: ص:  >  >>