للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المقامات]

مقامة الافتخار (١)

ببن العشر الجوار

لعبد المهيمن الحضرمي

برزت يوماً لخارج بلد فاس الأشهر، وانتهيت إلى واديها المعروف بوادي الجوهر، فلم يكن غير بعيد، وإذا بمحفل يرتج بالغيد، وقد دار بينهن عتاب، بألفاظ تعجز عنها ألسنة الكتاب، بيضاء وسمرا، في مفاتنة كبرى، وكاملة وقصيرة في معاطاة كثيرة، وسمينة ورقيقة، في معاتبة حقيقة، وعربية وحضرية، في مجادلة قوية، وعجوز وصبية، في مخاصمة بذية، فبينما أنا أنظر في تلك الوجوه المشرقة والقدود المرونقة، واذا بجارية يغلب ضياء وجهها ضياء الشمس، فوقفت بين الصفوف وسلمت ببنانها الخمس، ثم تقدمت وقالت:

الحمد لله الذي جعل البياض طراز كل جمال، وشرف أهله بالحياء والكمال وأعطاهم عزة لا تبيد، وصير السمر لهم عبيد، ألا


(١) لم نظفر بنسخة صحيحة لهذه المقامة إلا نسختين شديدتي التصحيف وقد بذلنا جهدنا في تصحيحها وسبكها بما يقربها من صنع كاتبها البليغ.

<<  <  ج: ص:  >  >>