للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فاتصل بالسلطان المولى عبد الرحمن بن هشام فحظي عنده وترقت به الحال فتولى الوزارة، فكان كما قال عنه الكنسوس: «عصام الدولة وحلية جمالها، ومجلى محاسنها ومظهر كمالها، فبآثاره تزري دولة بني مولانا هشام، بدولة بني مروان بالشام، ساعدته أحكام السعود، وعاملته بإنجاز الموعود، فأدرك في ظلال دولة السلطان المؤيد مولانا عبد الرحمن من الجاه والعز والصولة، ما لم يدركه الوزير المهلبي مع ملوك الديلم ومعز الدولة؛ فضحكت له الأيام بعد عبوس، وأركبته أعز المراكب، وألبسته أفخر الملبوس، وبيته في فاس منبت طيب، وأصله الأصيل ناشئ عن واكف من الأصالة صيب الخ». توفي سنة ١٢٦٤.

[أكنسوس]

هو أبو عبد الله محمد بن أحمد أكنسوس المراكشي. العلامة المؤرخ، الأديب المتفنن صاحب التاريخ العامر عن الدولة الشريفة المسمى بالجيش العرمرم الخماسي في دولة أولاد مولانا على السجاماسي، وكان بينه وبين الزياني منافسة حملته على انتقاصه ونقده بحق وغيره في مواضع من تاريخه المذكور. انفرد بالرياسة الأدبية في عصره، فلم ينازع فيها، وهو خاتمة الأدباء الفحول الذين اشتملت عليهم هذه الدولة في عهدها الأخير، وكتابته عالية النفس، وشعره من النوع السهل الممتنع. هذا مع تضلعه في علوم الشريعة، ورسوخ قدمه في كثير من الفنون وله غير التاريخ كتب أخرى في مواضيع شتى. وكانت وفاته بمراكش سنة ١٢٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>