الشريعة تحرير الجوهر وتصفينه تصفية الكبريت الأحمر، فلذلك ما دعي (محتسب الأولياء والعلماء).
له كتب عديدة تميل فيها إلى الاختصار والتحقيق منها، وهو أشهرها قواعد التصوف ومنها عدة المريد، ومنها النصيحة الكافية، وغيرها وهي تزيد على العشرين سنأتي على ذكرها بعد. وتوفي بطرابلس الغرب عام ٨٩٩ هـ.
[ابن الشاط]
أبو القاسم قاسم بن عبدالله بن محمد بن الشاط الأنصاري السبتي، والشاط اسم لجده، وكان طوالاً فجرى عليه. كان نسيج وحده في أصالة البظر ونفوذ الفكر وجودة القريحة وتسديد الفهم إلى حسن الشمائل وعلو الهمة والعكوف على العلم والاقتصار على الآداب السنة والتحلي بالوقار والسكينة، أقر بسبتة الأصول والفرائض وكان مقدماً فيهما موصوفاً بإمامتهما. وكان مرفور لحظ من الفقه حسن المشاركة في العربية كأنبا مرسلاً ريان من الأدب وله نظر في العقليات.
قرأ على الأستاذ ابن أبي الربيع وعلى الحافظ أبي يعقوب المحاسبي وغيرهما وأجاز له أبو القاسم بن البراء، وأبو محمد بن أبي الدنيا وأبو العباس بن الغماز وأبو جعفر الطباع وأبو بكر بن فارس وغيرهم وأخذ عنه الجلة من أهل الأندلس الأستاذ أبي زكرياء بن هذيل وأبي الحسن بن الحباب والقاضي أبي بكر بن شبرين وغيرهم. وله تآليف منها أنوار البروق في تعقب مسائل القواعد والفروق، وغنية الرائض في علم الفرائض وغيرهما. وكان مجلسه مألفاً للصدور من الطلبة والنبلاء من الناس. مولده في عام ٦٤٣ بمدينة سبتة وتوفي بها عام ٧٢٣ هـ.
[ابن غازي]
هو أبو عبدالله محمد بن أحمد بن علي بن غازي المكناسي، ثم الفاسي، شيخ الجماعة بها. نشأ بمكناس كما نشأ بها أسلافه، ثم ارتحل إلى فأس في طلب العلم؛ فأقام بها مدة؛