للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[في دائرة العروبة والإسلام الصحيح]

يقول كثير من المؤرخين ونسابة المغرب: إن بني مرين فخذ من زناتة، يمتون في عداد قبيلتهم هذه إلى قيس عيلان، فهم عرب خلص، لا شك في ذلك، وقال شاعرهم عبد العزيز الملزوزي في نظم السلوك.

فجاورت زناتة البرابرا ... فصيروا كلامهم كما ترى

ما بدل الدهر سوى أقوالهم ... ولم يبدل منتهى أحوالهم

بل فعلهم أربى على فعل العرب ... في الحال والإيثار ثم في الأدب

فأنظر كلام العرب قد تبدلا ... وحالهم عن حاله تحولا

لا يعرفون اليوم ما الكلام ... وما لهم نطق ولا إفهام

وإن تمادت بهم الأحوال ... لم تبق في الدهر لهم أقوال

كذاك كانت قبلهم مرين ... كلامهم كالدر إذ يبين

فاتخذوا سواه خليلاً ... فبدلوا كلامهم تبديلاً

وهذا ظاهر على القول بعروبة البربر، والخلاف في ذلك شهير، فلا نطيل به هنا. وسواء صح ذلك أم لم يصح، فالواقع أن بني مرين كانوا يعملون للنهضة والتجدد في دائرة العروبة، لا يخرجون عنها أصلاً، فخدموا العربية خدمة مصادقة، ورفعوا لها منارة عالية، وكفى أننا لم نعد نسمع بعد توليتهم الحكم بشيء من التمييز الذي كان للبربر في دولة بني مؤمن؛ بل كان هذا آخر العهد بحياة الفرقة والعنصرية المقيتة. فعلا شعار العروبة كل الشعارات، وضمت الضاد جميع المغاربة في شق المصالح

<<  <  ج: ص:  >  >>