جميعها، ويستحضر ما اتفقا عليه وما انفرد به أحدهما عن الآخر، وما خالف في متن أو سند، تصحح نسخها من لفظه. وضم إلى ذلك المعرفة البليغة بالرجال والعلل وكل ما هو من وظيفة المحدث. وبوصف ديانته الكاملة أيضاً صح أن يطلق عليه الحافظ الضابط الثقة.
وله تآليف منها شرح العمدة لعبد الغني المقدسي في الأحكام، وحاشية على شرح الصغرى للسنوسي في الكلام، ورسالة في حكم الذكر جهرة وأخرى في حكم السماع، وأخرى في وزن الأعمال وتكفير النيّات وأخرى في أولاد المشركين، وغير هذا وكانت وفاته عام ١٠٢١ هـ.
السرَّاج
هو أبو زكرياء يحيى بن محمد السراج الحميري الفاسي، حفيد يحيى السراج المحدث الكبير المتوفي في العصر السابق. كان هذا فقيهاً مقدماً فيه، وَلِيَ الفتوى بفاس والإمامة والخطابة بمسجد القرويين، وولي أيضاً نظارة أحباس الضعفاء والمساكين، فقام بها خير قيام، وكان يدرس المدونة بمدرسة العطارين ويستحضر ما قيد عليها، وله حاشية على مختصر خليل وفتاوي تشهد بمزيد فضله، ولد بفاس سنة ٩٢١ وتوفي سنة ١٠٠٨ هـ.
[ابن عاشر]
هو أبو مالك عبد الواحد بن احمد بن علي بن عاشر الأنصاري الفاسي، أحد القراء والفقهاء المشاهير، ولد بفاس سنة ٩٠٠ وقرأ على الجلة من علماء عصره، وكان أستاذاً عارفاً بالقراءات وتوجيهها وبالضبط والرسم وجميع ما هو من وظيفة المقرئ. فقيهاً مشاركاً في الأصلين والحديث والتفسير والتصوف والنحو والعروض والبيان والمنطق والطب والهيئة والحساب. على قدم السلف في الزهد