للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حديث اللظافة) (١)

اصطحب أبو إسحاق التلمساني ومالك بن المرحل في مسير فآواهما الليل إلى مشجر فسألا عن صاحبه فدلا عليه فاستضافاه فأضافهما فبسط قطيفة بيضاء ثم عطف عليها بخبز ولبن وقال لهما استعملا من هذه اللظافة حتى يحضر عشاؤكما وانصرف فتحاورا في اسم اللنظافة لأي شيء هو منهما حتى ناما فلم يراع أبا إسحاق إلا مالك يوقظه ويقول قد وجدت اللظافة، قال كيف؟ قال أبعدت في طلبها بما لم يمر قط على مسمع هذا البدوي، فضلاً عن أن يراه ثم رجعت القهقرى حتى وقعت على قول النابغة:

بمخضب رخص البنان كأنه. . . عنم يكاد من اللطافة يعقد

فسنح لبالي أنه وجد اللطافة وعليها مكثوب بالخط الرقيق (اللين) فجعل إحدى النقطتين للطاء فصارت اللطافة اللظافة واللين اللبن وإن كان قد صحف عنم بغنم وظن أن يعقد جبن فقد قوي عنده الوهم، فقال أبو إسحاق ما خرجت عن صوبه فلما جاء سألاه فأخبر أنها اللبن واستشهد بالبيت كما قال مالك.


(١) أنظر بحث العلوم اللغوية في العصر المريني أثناء الكلام على الحركة العالمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>