للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ هي للنبوة والرسالة خاتمة، لا تنقضي عجائبه، ولا تنتهي غرائبه، ماذا أقول، وقد بهر العقول، حسبي حسبي (قل لو كان البحر مداداً لكلمات رني لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي).

وعليكم من جميع أموركم بمزج الرأفة بالغلظة واللين بالعنف وأعلموا مع هذا أنه لا يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا على الذي صلح عليه أمر أولها. وقد اخترنا لكم رجلاً منكم وجعلناه أميراً عليكم. هذا بعد أن بلوناه في جميع أحواله من ليله ونهاره ومدخله ومخرجه، واختبرنا سريته وعلانيته، فرأيناه في ذلك كله ثبتاً في دينه متبصراً في أمره وإني لأرجو أن لا يخلف الظن فيه. وهذا المشار إليه هو عبد المومن فاسمعوا له وأطيعوا ما دام سامعاً مطيعاً لربه فإن بدل أو نكص على عقبه أو ارتاب في أمره ففي الموحدين اعزهم الله بركة وخير كثير، والأمر لله يقلده من شاء من عباده.

خطبة للمنصور المريني

كان له بإسبانيا غزوات عظيمة ومن بعض خطبه فيها

يحض جيشه على القتال قوله:

يا معشر المسلمين، وعصابة المجاهدين: إن هذا يوم عظيم، ومشهد جسيم، ألا وإن الجنة قد فتحت لكم أبوابها، وزينت أترابها، فخذوا في طلابها، فإن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>