وكان من عادة ابن الطراحة ألا يغني من الشعر ما انتهى إلى حفظ المغني محمد ابن يعقوب وسمع منه، وكان ابن يعقوب إذ ذاك في أول ظهوره فقال ابن الطراحة لمقترح ذلك عليه: كلامكم عندي لا يرد، والأمر ممتثل، فإن شئتم فاقترحوا على سيدنا أبي الحسين زيادة على البيتين، فأنشد الشريف بديهة:
فوا أسفا ولي الشباب وقد غدا. . . ينافرني من كان بالأمس زائري
فلولا مشيبي ما أضيعت مودتي. . . ولا عاد محبوبي القريب منافري
فغنى ابن الطراحة الشِعر كما طلب منه ورغب هو.
[محتسب وشاعر]
روى ابن عربي الحاتمي في محاضراته قال: أتي محتسب كان عندنا بفاس بشاعر جنى جناية فأمر بضربه فسأله العفو حتى أغضبه فصاح في الضراب شد عليه ففي صيحته تلك ضرط ضرطات فقال الشاعر في ذلك والسياط تأخذه: