للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ج- في السياسة]

مناظرة المهدي بن تومرت لعلماء مراكش

بحضرة علي بن يوسف بن تاشفين

دخل المهدي بن تومرت وأصحابه إلى مراكش وقد جاهر بدعوته واستعلن أمره. فذهب إلى المسجد الجامع ولقي هناك أمير المسلمين علي بن يوسف فوعظه وأغلظ له القول، وكان علي جالساً والوزراء واقفون حوله فقال الوزراء لابن تومرت سلم سلام الخلافة على الأمير، فقال ابن تومرت وأي أمير؟ إنما أرى جواري منقبات. فلما سمع ذلك علي بن يوسف أزال النقاب عن وجهه وقال صدق، فلما رآه ابن تومرت قال له الخلافة لله لا لك يا علي، وتمادى في وعظه وإرشاده وجادل العلماء الحاضرين جميعاً.

وقيل أنه كان سائراً في الطريق فرأى أخت علي بن يوسف حاسرة على عادة قومها فوبخها توبيخاً وعنفها فدخلت على أخيها تذرف الدموع مما لحقها من إهانة ابن تومرت وتقريعه. وأصبح العلماء والعامة لا يتكلمون في مراكش إلا بأمره، فجمع له علي بن يوسف مجلساً من علماء المغرب والأندلس يرأسهم وزيره العلامة مالك بن وهيب فلما التأم المجلس للمجادلة تولى الكلام قاضي المرية محمد بن أسود وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>