للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خطبة إدريس الأزهر

قالها بإثر مبايعته وهو ابن إحدى عشرة سنة

الحمد لله أحمده وأستعينه واستغفره وأتوكل عليه وأعوذ به من شر نفسي ومن شر كل ذي شر، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله أرسله إلى الثقلين بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجا منيراً - صلى الله عليه وسلم - وعلى آل بيته الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً - أيها الناس! إنا قد ولينا هذا الأمر الذي يضاعف للمحسن فيه الأجر، وللمسيء الوزر، ونحن والحمد لله على قصد جميل فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا، فإن ما تطلبونه من إقامة الحق إنما تجدونه عندنا.

[خطبة أخرى له]

لما فرغ من بناء فاس وحضرت الجمعة الأولى صعد المنبر وخطب الناس ثم قال:

اللهم إنك تعلم إني ما أردت ببناء هذه المدينة مباهاة ولا مفاخرة، ولا سمعة ولا مكابرة، وإنما أردت أن تعبد فيها ويتلى كتابك وتقام حدودك وشرائع دينك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ما بقيت الدنيا. اللهم وفق سكانها وقطانها للخير وأعنهم عليه، وأكفهم مؤونة أعدائهم، وأدر عليهم الرزق وأغمد عنهم سيف الفتنة والشقاق، إنك على كل شيء قدير.

<<  <  ج: ص:  >  >>