للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثلاً لذلك ابن عرفة الفقيه المشهور. أخذ المترجم عن الشيخ أبي محمد يشكر فقيه فاس قبله وأخذ عنه الفقيه أبو الفضل راشد الوليدي صاحب كتاب «الحلال والحرام» والشيخ أبو إبراهيم الأعرج صاحب «الطرر على المدونة» وله تقييد على الرسالة كتب من إملائه في درسه لها. وتوفي سنة ٦٥٣ وهو غير أبي محمد صالح صاحب الطريقة الصوفية التي جعلت من أهم أغراضها الحج إلى بيت الله الحرام. نعم إنهما كانا متعاصرين، والأول فأسي، والثاني آسفي.

[عبدالجليل القصري]

أبو محمد عبد الجليل بن موسى بن عبد الجليل الأوسي الأنصاري من أهل القصر الكبير، وبالنسبة إليه شهر، روي عن ابن حنين أخذ عنه الموطأ بفاس ولازم أبا الحسن بن غالب بالقصر الكبير، وحدث بكتاب اليقين من تأليفه، كما روي عن غيرهما, وألف كتاب تفسير القرآن وشعب الإيمان وشرح الأسماء الحسني والأسئلة والأجوبة، وفسر مشكل الكتاب والسنة في سفر ومط وغير ذلك. وتآليفه كلها جليلة مفيدة في بابها لم يسبق إليها، وكلامه في طريق التصوف سهل محرر مضبوط بظواهر الكتاب والسنة، قاله ابن الزبير، وكانت له مشاركة في علوم شتي، وتصرف في الأدب واللغة والنحو وغير ذلك، ورزق من علاء الصيت وجميل الذكر ما لم يرزقه كثير من الناس، وتوفي رحمه الله بسبتة سنة ٦٠٨.

[المزدغي]

هو أبو الحجاج يوسف بن عمران المزدغي الفاسي، أحد الفقهاء الأعلام. أخذ بفاس عن أبي ذر الخشني وأبي محمد بن ريدان، ولقي بتلمسان الفقيه أبا عبد الله بن عبد الرحمن التشجيبي؛ فأخذ عنه وأجاز له. ورحل إلى الأندلس فقرأ بقرطبة وإشبيلية على جلة أشياخها، وكان عالماً بالنحو واللغة والبديع، ذاكراً التاريخ والآداب، ينص كتاب زهر الآداب وكتاب الأمالي ومقامات الحريري وكتب السير نصاً

<<  <  ج: ص:  >  >>