خليل قال أنشدني القاضي أبو حفص بن عمر لنفسه وقد أهديت له جارية فوجدها ابنة سرية كان قد تسراها فردها إلى مهديها وكتب له:
يا مهدي الرشاء الذي ألحاظه. . . تركت فؤادي نصب تلك الأسهم
ريحانة كل المني في شمها. . . لولا المهيمن واجتناب المحرم
ما عن قلى صرفت إليك وإنما. . . صيد الغزالة لم يبح للمحرم
إن الغزالة قد علمنا قبلها. . . سر المهاة وليتا لم نعلم
يا ويح عنترة الذي قد شفه. . . ما شفني فشدا ولم يتكلم
(يا شاة ما قنص لمن حلت له. . . حرمت علي وليتها لم تحرم)(١)
[من محاسن الكناية]
دخل الفقيه أبو الحسن بن الصباغ على القاضي أبي القاسم الشريف السبتي يوماً لأداء شهادة عنده فوجد بين يديه جماعة من الغزاة يؤدون شهادة فسيع القاضي منهم وقال لهم هل ثم من يعرفكم؟ فقالوا نعم، يعرفنا علي الصباغ فقال القاضي أتعرفهم يا أبا الحسن؟ فقال نعم يا سيدي معرفة محمد بن يزيد، فيما أنكر عليه شيئاً بل قال لهم عرف
(١) ضمن بيت عنترة والعرب تطلق الشاة على البقرة الوحشية فكنى عنترة بالشاة على المرأة تشبيهاً لها بها ويقال إنها كانت زوجة لأبيه فبذلك حرمت عليه.