قال عبد الجليل بن أبي بكر الديباجي: جرت عندنا بالقيروان مسألة الكفار هل يعرفون الله تعالى أولاً؟ فوقع فيها اختلاف كثير وتنازع بين العلماء. وكان اكثر من يعتني بها رجل مؤذن يركب حمارة ثم يذهب من واحد إلى آخر ولا يترك متكلماً ولا فقيهاً إلا ويناظره في هذه المسألة وعظمت حتى كثر الجدال بها في الأسواق.
ثم أتوا أبا عمران الفاسي فقال ما بالكم؟ قالوا أصلحك الله أنت تعلم أن العامة إذا حدث بها حادث يفزعون إلى علمائهم، وأنت تعلم ما جرى في هذه المسألة. فقال أبو عمران إن أنتم أنصفتم وأحسنتم الاستماع أجبتكم. فقالوا نعم. فقال لا يكلمني إلا واحد منكم. فقصده ذلك الواحد فقل أرأيت لو انك لقيت رجلاً وقلت له هل تعرف أبا عمران الفاسي فقال لك اعرفه فقلت صفه لي فقال هو رجل يبيع البقل والحنطة والزيت في شوق ابن هشام ويسكن البصرة أكان يعرفني؟ قال لا. ثم قال له فلو لقيت آخر وسألته عني فقال لك نعم أعرفه. فقلت صفه لي فقال هو