للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخل الأندلس في سنة ٦٩٢ فقدم للخطابة و (. . .) بمسجد غرناطة الأعظم، وأقام بها مدة. ثم قفل راجعاً إلى فاس، فنال بها أيضاً مراتب عالية تليق بقدره. ورحل إلى المشرق مرتين، فتجول وأكثر الأخذ عن المشائخ، ثم عاد والتف رحلته (ملء العيبة فيما جمع بطول الغيبة في الوجهتين الكريمتين إلى مكة وطيبة (واستقر بفاس حتى توفي. وله غير الرحلة كتب أخرى تأتي تسميتها، وله خطب ومقطعات وأخبار أدبية يأتي بعضها في محله.

[ابن الحاج الفاسي]

أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري الفاسي المعروف بابن الحاج، أحد جهابذة المتصوفين وأعلام السنة الراسخين سمع ببلده من جلة الشيوخ. وقدم مصر فصحب الشيخ أبا محمد بن أبي جمرة، وسمع بها وحدث. وكان عارفاً بمذهب الإمام مالك، ومن أهل الزهد والخير والصلاح، وأثرت فيه صحبة أهل القلوب، فصنف كتابه المدخل إلى تنمية الأعمال بتحسين النبات والتنبيه على كثير من البدع المحدثة والعوائد المنتحلة. وهو كتاب حفيل جمع فيه علماً غزيراً والاهتمام بالوقوف عليه متعين. توفي رحمه الله سنة ٧٣٧ هـ.

[الشيخ زروق]

أبو العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي؛ شهر بزروق، الإمام الأشهر، والعارف الأنور، ولد عام ٨٤٦ وتوفي والداه قبل سابع ولادته، فكفلته جدته الفقيهة أم البنين، واشتغل بالصناعة فتعلم السكافة، ثم طلب العلم في السادس عشر من عمره فدرس على مشاهير أهل بلده، ورحل إلى المشرق فأخذ به عن جماعة من الأعيان؛ ثم رجع وقد تضلع بعلوم الشريعة، واتقنها غاية الإتقان، ولا سيما التصوف، فقد انفرد بمعرفته وجودة التأليف فيه لتحريره له على أصول

<<  <  ج: ص:  >  >>