المعروف عند الناس، وكان له جلساء من ذوي اليسار، فكان يحضّهم على الصدقة وفعل البر كثيراً، وترجمته واسعة، وللزبادي فيه كتاب سماه العرف الشّحري في بعص فضائل ابن زكري. ومما مُدح به قول العلويّ شاعر شنجيط:
وأنت ابن زكري إمامٌ محقِّق. . . تفردت في العليا بدون شبيه
إذا غُصْت في بحث خلصت بدُرّه. . . وخلّيت عن سفسافه ورديه
يمدُّك في إتقان علم تبُثُّه. . . قياس أصوليّ ونصُّ فقيه
وقال الذي أبداك كالنجم يتَّقِي. . . به الغَيَّ من يبغي الهدى ويعيه
توفي ابن زكري سنة ١١٤٤ هـ.
[عبدالقادر بن شقرون]
هو أبو النصر عبد القادر بن العربي بن محمد بن علي بن شقرون المكناسي، الطبيب الماهر المتفنن. كان ذا براعة في صناعة الطب، متصدراً للتعليم والعلاج، أقرّ له الجميع بالتفوق في ذلك وحسن التصرف، فلم ينازعه أحد. وهو في الأدب فاضل مجيد, ينظم الشعر البليغ، ويرسّل ترسّلاً حسناً-. رحل إلى المشرق فحج وجال في تلك الديار متطلعاً مستفيداً، ثم رجع واستقر ببلده مكناس حتى توفي. وألف كتاب النفحة الوردية في العشبة الهندية، وكتاب منافع الأطعمة والأشربة والعقاقير، ونظم الرجزية المعروفة بالشقرونية في الأغذية والأدوية وهي مشهورة، ونظمها سلس، وتقع في زهاء ٧٠٠ بيت، والمهم أنها تتناول الكلام على طبيعة الأغذية المغربية المعروفة، وتصف العلاج بناءً على ذلك فهي من الأعمال الطبية الصادرة عن دراسة وخبرة تامّتين. وللمترجم لطائف أدبية نشبت بعضها في المنتخبات.