أبناء جنسه، مع أنها لم تزل على منصة البيان مجلوة، وبألسنة الإبداع متلوة» دخل غرناطة سنة ٧٠٥ فلقي بها كل تجلة وإكرام، وبقي بها إلى أن توفي في ٢٨ ذي الحجة عام ٧٠٧ هـ.
[أبو العباس الجزنائي]
هو أبو العباس أحمد بن شعيب الجزنائي الفاسي، شاعر كاتب متضلع في فنون الأدب، حافظ للجيد من الشعر ذكر أنه كان يحفظ عشرين ألف بيت للمحدثين. وكان له بصر نافذ في نقد الشعر، وشعره مما سابق به الفحول وكتابته حسنة وخطه جيد. وكان كاتباً في ديوان الإنشاء عند أبي الحسن المريني، وتسري جارية رومية اسمها صبج من أجمل الجواري وأحسنهن، ولقنها حظاً من العربية، فنظمت الشعر؛ وكان شديد الغرام بها فهلكت فلم يطبق عليها صبراً، وقال فيها أشعار رائعة هي مثال البلاغة والانسجام.
كان من أهل المعرفة بصناعة الطب، والنظر في التعاليم، وتهتك في علم الكيمياء، وخلع فيها العذار وله فيها موضوعات كثيرة. توفي بتونس في جملة مخدومه أبي الحسن يوم عيد الأضحى سنة ٧٤٩ هـ.
[أبو عبدالله المكودي]
هو أبو عبدالله محمد بن عبد الرحمن المكودي الفاسي، شاعر مبدع من أهل الظرف والأدب والانطباع، بيته فيما علمت من بيوتات فاس العريقة في المجد والحسب. نبغ بالشعر فبرز فيه، واشتغل بالكتابة في الديوان السلطاني زماناً؛ إلا أنه شاعراً أكثر منه كاتباً. وهو من الشعراء الذين يعنون بتصوير العواصف