اللهم أفضلت فعم إفضالك، وأنعمت فتم نوالك، وغفرت الذنوب فتكامل إحسانك. وسترت العيوب فتواصل غفرانك، اللهم لك الحمد على عقل ثقفته، ولك الحمد على فهم وفقته، ولك الحمد على توفيق هديته، جل جلالك وتعالى، وأنهل جودك وتوالى، وجرى رزقك حلالاً، وتعاليت في دنوك وتقربت في علوك، فلا يدركك وهم، ولا يحيط بك فهم، وتنزهت في أحديتك عن بداية، وتعاظمت في ألوهيتك عن نهاية، أنت الواحد لا من عدد، والباقي بعد الأبد، لك خضع من ركع كما ذل لك من سجد، (قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد)
إلهي كيف يحيط بك علم خلقته، أم كيف يدرك بصره أنت شققته، أم كيف يدنو منك فكر أنت وفقته، أم كيف يشرك لسان أنت أنطقته، إذا تلمحت البصائر عادت بنور سلطانك كليلة، وإذا تجمعت عظائم الجرائم كانت في جنب غفرانك قليلة، سبقت السبق فأنت الأول، وخلفت الخلق فعليك المعول، وعدت إذا جُدت يا خير من تطول، عجباً لقلوب كيف استمرت على الأنس بسواك، ولأرواح كيف شكرت من لا يقدر على شيء لولاك، ولنفوس سكرت من شراب جدواك، ولأكف جمعت وقد استقرضتها هلاَّ