ورد عز وجل اليد العادية عنا، رد الغيور يد الجاني عن الحرم، فاستوجب منا أن نلهج بالحمد والشكر له على كل حال، وما كان من حال. بلسان العجل لا بلسان الونا، نحمده تعالى ونشكره، على ما خولنا من سوابغ النعم، ونستقيله عز جنابه ونستغفره من نواهي أقيستها تنتج فوادح النقم، حمداً واستغفاراً يحصل بهما للحامد والمستغفر مثل ما يحصل للمفرد والقارن (١) من التكرمة في منى، ونومن به ونتوكل عليه ونبرأ من الحول والقوة إليه، توكل من أناب، وبراءة من جئت يداه من غروس التكريم ثمرالمنى، ونعوذ به من شرور أنفسنا التي لم يوقف لها على حساب، ومن سيئات أعمالنا التي أثبتتها أقلام الكرام الكاتبين في كتاب، فإنه جل وعلا خير واق يقينا من وقع مالها وللهوى من بيض وسهام وقنا، من يهد الله فلا صارف له عن التشبث بأذيال الدين، ومن يضلل فلا هادي له ولا ناصر ولا معين، وما التوفيق إلا من عند الله والله خلقكم وما تعملون سراً وعلناً.
صلاة للمختار الكنتي
من كتابه نفح الطيب، ضمنها عمود النسب الكريم
اللهم صل وسلم على أشبه ولد إبراهيم بإبراهيم، المشرف بالطواسين
(١) المفرد هو المحرم بحج، والقارن هو المحرم بحج وعمرة، وكلاهما له ثواب جزيل، ومنى من أماكن الحج المعروفة.