أبو عبد الله محمد بن عبد الملك الأنصاري، ثم الأوسي من أهل مراكش، العلامة الحافظ التاريخي النقاد. ولد سنة ٦٣٤ وتوفي سنة ٧٠٣، روي عن أبي الحسن الرعيني وصحبه كثيراً، وأبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن هشام، وأبي الوليد بن عفير وغيره، وأجاز له أبو جعفر بن الزبير صاحب صلة الصلة، وكان رحمه الله نبيل الأغراض، عارف بالتاريخ والأسانيد، نقاد لها، حسن التهدي جيد التصرف، أديباً بارعاً ذا معرفة باللغة العربية والعروض ومشاركة حسنة في الفقه. ألف كتاباً جمع فيه بين كتابي ابن القطان الفاسي وابن المواق المراكشي على كتاب الأحكام لعبد الحق مع زيادات نبيلة من قبله. وأما كتابه الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة، فإنه العمل العامي الضخم الذي اشتهر به، وقد استوفي فيه تراجم عدة من لم يذكره ابن الفرضي وابن بشكوال في كتابيها. وترجم لمن أتى بعدهما من الأعلام تراجم حافلة مستوعبة لآثار المترجمين وأخبارهم ومروياتهم وشيوخهم مع النقد للروايات والنظر في تلك الآثار، مما يدل على اطلاع واسع، واستحضار نادر وهو في تسع مجلدات، يوجد أكثرها مفرقاً في مكتبات العالم. وقد ولي أن عبد الملك قضاء مراكش مدة ثم أخر عنه. وكانت وفاته بتلمسان.
ابن رشيد
أبو عبد الله محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي، رحالة شهير، ومن الأئمة الحفاظ الوعاة والخطباء المصاقع. مولده بسبتة سنة ٦٥٧، وبها نشأ وتوفي بفاس في محرم فاتح عام ٧٢١ ودفن بمطرح الجلة من القباب.
كان محدثاً مسنداً متضلعاً بالنحو واللغة والعروض، ريان من الأدب، حافظاً للأخبار والتواريخ والسير مشاركاً في الأصلين، عارفاً بالقراءات السبع، خطيباً مبدها كثير الترحال والتجوال في البلاد.