به شيئاً، فلما عدنا كان كما قال فبان لي من معنى الآية ما لم يكن عندي بالمشاهدة.
[آخر ما نسمع منهم]
لما احتضر أبو محمد الأصيلي قال: اللهم إنك قد وعدت الجزاء على المصيبة ولا مصيبة علي أعظم من نفسي فأحسن جزائي فيها يا أرحم الراحمين وكان ذلك آخر ما نسمع منه.
ودخل أبو عبد الله المقري على عبد الرحمن بن عفان الجزولي وهو يجود بنفسه وكان رآه قبل ذلك معافى، فسأله عن السبب فأخبره أنه خرج إلى لقاء السلطان أبي الحسن المريني فسقط عن دابته فتضعضت أركانه فقال: ما حملك أن تتكلف هذا في ارتفاع سنك فقال: أما علمت أن حب الرياسة آخر ما يخرج من قلوب العارفين.
وقال ابن الطيب القادري: دخلت على محمد بن قاسم جسوس في مرضه الذي توفي فيه فسمعته ينشد هذه الأبيات وما فهمت ما يقول إلا بمشقة:
سلام على أهل الحمى حيثما حلوا. . . هنيئاً لهم يا حبذا ما به حلوا
لهم أظهر المولى شموس بهائه. . . فيا ليت خدي في التراب لهم نعل