إكسير الخاطر جابراً، مع تشتت الحال لبعد مزارك، ونأي داري عن دارك، وأقيم إني صممت على التغافل عن الجواب وهو الأولى بالصواب، إذ ليس بلبيب من يقيس الشبر بالباع والجبان بالشجاع، وكيف لا وكل من تكلف فوق طاقته افتضح لساعته، لكن عدم الامتثال محذور، والملجأ إلى ما لا يطاق معذور، فتكلفت ما يعرض عليك من المسمطات سوى القصائد المشار إليها بذكر بعضها فإنها متقدمة على ورود مشرفتكم ومثلك من سد الخلل وتجاوز عن الزلل، والله يبقيك، ومن كل سوء يقيك والسلام.
[(ج)(المتفرقات)]
رسالة للقاضي أبي موسى بن عمران
المتوفي سنة ٥٧٨ إلى ولد له بفاس قد ناهز الحلم
إلى ولدي فلان، هداه الله وصانه، وجمله بالعلم والتقوى وزانه، كتبت إليكم عن اشتياق كثير، وبمشيئة الله تعالى تتيسر الأمور، ويتكاثف السرور، وإذا وجدتكم على ما أحبه من أدوات الحفظ والأداء، ولزام آداب العقلاء، جازيتكم بما يرضيكم، وبما يزيد على أقصى تمنيكم، وقد أجمعت الأيمة على أن الراحة، لا تنال بالراحة، وإن العلم، لا ينال براحة الجسم، فادرس تروس، واحفظ تحفظ، واقرأ ترق،