أبو عبد الله محمد بن الطيب الصميلي الشرقي الفاسي الإمام اللغوي الشهير، ولد بفاس سنة ١١١٠ وأخذ عن جلّة علمائها كالمسناوي والوجّاري وبنّاني المذكور قبله وغيرهم، وبرع وفضل وصار إمام أهل اللغة في عصره غير مدافع. وكان له مشاركة في سائر العلوم ورواية واسعة. رحل إلى المشرق فحج ودرس بالحرم النبوي ودخل إلى الروم من طريق الشام، ورجع من طريق مصر وأخذ عنه في الشام ومصر خلق كثير. وله تآليف خدم بها اللغة خدمة جلي، ورفع بها لبلاده مناراً أسنى من النجم وأعلى، منها حاشيته العديمة النظير على القاموس في أربع مجلدات التي منها كان استمداد الشيخ مرتضى صاحب تاج العروس فإنه أحد تلامذته الذين أخذوا عنه بالمشرق، وهو يعترف في أول شرحه أن تخريجه في هذا العلم كان على يد مترجمنا. وله شرح نظم الفصيح لمالك ابن المرحّل، وشرح كفاية المتحفظ، وشرح المزهر في علوم اللغة للسيوطي سماه المسفر عن خبايا المزهر، وله ضوء القابوس في زوائد الصحاح على القاموس، وشرح ديوان الستة، وحاشية على درّة الغواص للحريري وغير ذلك مما هو مذكور في غير هذا المحل. وتآليفه تنيف على الخمسين، وكلها مضرب الأمثال في التحرير والإتقان. وله شعر كثير، وعلى الجملة فهو كما قال المحسّبي عنه في خلاصة الأثر فرد من أفراد العالم فضلاً وذكاءً ونبلاً. وكانت وفاته بالمدينة المنورة سنة ١١٧٠ ودفن عند قبر حليمة.
[الهلالي]
أبو العباس أحمد بن عبد العزيز الهلالي السّجلماسي، أحد الأئمة في الفقه والحديث والبيان واللغة والمنطق والحساب والهندسة. درس على أعلام سجلماسة وفاس وفاق جميع أقرانه في تحقيق هذه العلوم؛ فكان لا يدرك شأوه، ولا يبلغ مداه فيها، وألّف كتباً جليلة كفتح القدّوس في شرح خطبة القاموس، وإضاءة