من أبي محمد اللخمي سبط أبي عمر بن عبد البر. ودخل الأندلس فلقي بقرطبة أبا عبد الله بن الطلاع وأبا بكر حازم بن محمد وأبا علي الغساني وأبا الحسين بن سراج وأبا محمد بن عتاب. ثم دخل الأندلس ثانية فلقي بإشبيلية أبا عبدالله بن شبرين وكتب إليه أبو عبدالله الخولاني وأبو علي الصدفي وغيرهما. وتولى القضاء بفاس وبمكناس، وكان من أهل الجلالة والأصالة، راوية جماعة للدواوين العتيقة، والدفاتر النفيسة. وابتاع من أبي على الغساني أصله من سنن أبي داود الذي سمع فيه على أبي عمر بن عبد البر، وهو أصل أبي عمر، كان قد صار إلى أبي علي بخمسة آلاف دينار بعد أن نسخ منه أبو علي بخطه وقابله وأتقنه. وناهيك بهذه الهمة العالية وهذا الشغف بالعلم. ولعله أراد أن يسدي إحساناً في صورة معاملة، إلى شيخه الذي يأبى من رؤية المنة عليه لأحد، شأن أمثاله من علماء السلف رحمهم الله. حدث عنه أبو محمد بن فليح وابنه أبو القاسم عبد الرحيم وقال: ولد يوم الاثنين مستهل ذي القعدة ٤٧٦ وتوفي في رجب عام ٥٤٣.
[أحمد بن الحطيئة]
الشيخ أبو العباس أحمد بن عبدالله بن أحمد بن هشام بن الحطيئة اللخمي الفاسي، كان رأساً في القراءات السبع ومن أهل العلم والصلاح، ولد بفاس سنة ٤٧٨ وانتقل إلى مصر فقرأ على ابن الفحام. وقرأ عليه شجاع بن محمد بن سيدهم وروى عنه الحافظ أبو الطاهر السلفي. وعرض عليه القضاء بمصر أيام العبيديين؛ فاشترط أن لا يقضي بمذهب الدولة فأبوا وتوفي آخر المحرم سنة ٥٦? .
[علي بن حرزهم]
أو ابن حرازم كما هو الجاري على الألسنة فيه وفي كثيرين غيره من هم على اسمه. وصوب الساحلي الأول في كتابه بغية السالك وهو الذي في كتب الأقدمين.
هو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن محمد بن عبدالله بن حرزهم، يعتلي نسبه إلى عثمان بن عفان (رض). ولد ونشأ بفاس وكان من كبار فقهائها ومدرسيها العباد