ومهما ركنت إلى الدعة، كنت في أهل الضعة، وما رأيت الناس مجتمعين على حمده فاجتلبه، وما رأيتهم مجتمعين على ذمه فاجتنبه، والاعدل الأقسط، أن تسلك السبيل الأوسط:
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه. . . ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل
[رسالة أبي جعفر بن عطية إلى عبد المؤمن يستعطفه بها]
عطفاً علينا أمير المؤمنين فقد. . . بان العزاء لفرط الهم والحزن
قد أغرقتنا ذنوب كلها لجج. . . ورحمة منكم أنجى من السفن
وصادفتنا سهام البين عن عرض. . . وعطفة منكم أوقي من الجنن
هيهات للخطب أن تسطو حوادثه. . . بمن أجارته رحماكم من المحن
من جاء عندكم يسعى على ثقة. . . بنصره لم يخف بطشاً من الزمن
فالثوب يطهر بعد الغسل من درن. . . والطرف يرهص بعد الركض في سنن
أنتم بذلتم حياة الخلق كلهم. . . من دون من بها كلا ولا ضنن
ونحن من بعض من أحيت مكارمكم. . . كلتا الحيا تين من روح ومن بدن
وصبية كفراخ الورق من صغر. . . لم يألفوا النوح في فرع ولا فتن
قد أوجدتهم أياد منك سالفة. . . والكل لولاك لم يوجد ولم يكن
تالله لو أحاطت بي كل خطيئة، ولم تنفك نفسي عن الخيرات بطيئة،