أنهم إن حادوا عن هذا السبيل، وانقادوا الدعاء داعي التغيير والتبديل، أو انحرفوا عن هذا المنهاج وسنته، فهم برآء من حول الله وقوته، ومن دينه وعصمته، ومستوجبين لعذابه وغضبه وسخطه ونقمته، وبُعداء من رحمته، ومن شفاعة نبيه الكريم يوم القيامة لأمّته، وأنهم خالعون لربقة الإسلام، وخارجون عن سنة الرسول عليه السلام، أعلنوا بهذا إعلاناً تعضده النجوى، وأدّوه بشروطه الجارية على مذاهب الفتوى، وأحكامه اللازمة لكلمة التقوى، استرضاء لله وللخلافة النبوية، والإمامة العلوية، ورياضة للنفوس على بيعتها المباركة الميمونة النقيبة، واستيفاء لشروطها وأقسامها الواجبة والمستحبة والمندوبة، مستسلمين إلى الله بالقلوب الخاشعة، ومتضرعين إلى بابه الكريم بالأدعية النافعة، في أن يعرفهم خير هذا العقد الكريم، والعهد الصميم بدءاً وختاماً، وأن يمنحهم بركته التي تصحبهم حالاً ودواماً، لا رب غيره ولا خير إلا خيره.
أشهد على نفسه بما فيه وعلى رعيته الرئيس أبو العلاء إدريس أسعده الله وأكرمه وبتاريخ المحرم الحرام من عام تسعين وتسعمائة من الهجرة النبوية.
كتاب المنصور الذهبي إلى الشيخين البدر القرافي والزين البكري
في إعلامهما ببعض الفتوح وتشوُّفه للأندلس
من عبد ربه المجاهد في سبيله أحمد المنصور بالله أمير المؤمنين الحسني