إلى الفاضل الذي اعتجر بالتقوى وهو زين العابدين، وتحلى بحلى المعارف الربانية وتلك حلى العارفين، والسالك الذي برز في الطريقة، وسلك على المجاز الواضح إلى الحقيقة، ففاتَ شأْوَ السابقين، والعارف الذي تجرد عن رعونة الأهواء النفسانية فكان سلوكه على التجريد إلى حضرة الواصلين الشيخ العالم الحجة الوافي، السيد بدر الدين القرافي، والشيخ العارف الواصل، السرية الكامل، سلالة العلماء، سبط الفضلاء، أبي عبد الله زين العابدين ابن الشيخ السامي المقام، قطب المشائخ الأعلام، فخر علماء الإسلام، الشهير البركة في الأنام، أبي عبد الله محمد بن أبي الحسن الصديقي، أبقاكما الله وأرواحكما تتعطر برياحين الأنس، في حضرة القدس وتَشمُّ النفحات الهابَّة من رياض المشاهدة على مدارج الأنس ومعارج النفس، وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:
وبعد حمد الله مفيض أنوار عناية أحمد على صاحبه الصدّيق، مظهر كنوز المعارف الربانية جيلاً بعد جيل من بيت عتيق، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي اختار لمرافقته صاحبه في الغار والعريش والطريق والرضا عن آله أيمة الخلق، وسيوف الحق، وأصحابه الذين فاضت أنوار هدايتهم على الغرب والشرق، وببركتهم انتسق لنا الفتح انتساق الأسلاك، وبفضلهم يعلو سعدنا على الكفر علوّ القطب على دائرة الأفلاك- فكتبنا هذا إليكم من حضرتنا السعيدة مراكش حاطها الله وصُنْعُ الله لها مفعم السجال، واسع المجال، وعزمتها الماضية تبعث