إلى العِدَى رسل الأوجال. والأيام بعز صولتها، ويمن دولتها, بهذه المغارب باسمة الثغور، مؤذنة باتصال أمرها العزيز بحول الله إلى أن تطوى ملاءة الدهور.
هذا وإنه اتصل بعلي مقامنا كتابكما الذي صدحت على أفنان البلاغة سواجعه، وعذبت في موارد المحبة الصديقية مناهله ومشارعه ولطفت في كل معنى من المعاني أفانينه ومنازعه، وتألّفت على الإجادة في كل مقصد من المقاصد مواصله العذبة ومقاطعه، وأينعت بأزهار العناية الربانية أباطِحَه الفيح وأجارعه، ومعه المنظومات التي سحّت بالحكم ديمها، ورسا في البلاغة، قدمها، وربا في منبت المواهب الربانية يراعها الفصيح وقلمها، وحلت من نفوسنا موقعها العجيب محلاً من دونه الثريا في مطلعها والبدر ليلة تمامه إعجاباً بها وتنويهاً بمهديها، وابتهاجاً بالخوارق التي اطلق الله على لسان مبديها، وإلى هذا فليحط علمكما بأن مقامنا تَنفَق فيه على الدوام إن شاء الله نفائس بضائعكم، وتنمو فيه مع الأيام سعود مطالعكم، وتسمو فيه على كل مقام مقاماتكم، وتستوضح فيه على المحبة الصميمة أماراتكم الواضحة وعلاماتكم، فعلى هذا تنعقد منكم الخناصر، وتشتد الأواخي والأواصر، بعز الله ومنه.
ثم ما نستطرد لكم ذكره على جهة البُشري، وإهداء المسرة الكبرى إعلامكم أن عدو الدين طاغية قَشْتَالة الذي هو اليوم العدو الكبير للإسلام